صيد الخاطر إدارة المنتدى
عدد الرسائل : 73 اسم : رقم العضوية : 2 تاريخ التسجيل : 23/04/2008
| موضوع: أعضاء المنتديات في الغربال .. !! الخميس مايو 08, 2008 8:54 pm | |
| أعضاء المنتديات في الغربال .. !!
يقول ميخائيل نعيمة في مقدمة كتابه ((الغربال)): ((في المثل من غربل الناس نَخَلوه. إذن ويل للناقدين! ويل لهم لأن الغربلة دينهم وديدنهم فيا لبؤسهم يوم ينظرون خلال ثقوب غرابيلهم فيرون أنفسهم نخالة مرتعشة في ألوف المناخل! إذ ذاك يعلمون أي منقلب ينقلبون. فيندمون، ولات ساعة مندم!. أجل. إن مهنة الناقد الغربلة. لكنها ليست غربلة الناس بل غربلة ما يدوّنه قسم من الناس من أفكار وميول …)) ويقول: ((... وإذا كان من الكتاب أو الشعراء من لا يفصل بين أثاره الأدبية التي يجعلها تراثاً للجميع وبين فرديته التي لا تتعداه، ودائرةً محصورة من أقربائه وأصحابه فذاك الكاتب أو ذاك الشاعر لم ينضج بعد وليس أهلاً لأن يسمى كاتباً أو شاعراً …)) ويستطرد ليقول: ((… إن شخصية الكاتب أو الشاعر هي قدسه الأقدس. فله أن يأكل ويشرب ويلبس ما شاء ومتى شاء وحيث شاء. له أن يعيش ملاكاً وله أن يعيش شيطاناً. فهو أولى بنفسه من سواه. غير أنه ساعة يأخذ القلم ويكتب. أو يعلو المنبر ويخطب. وساعة يودع ما كتبه وما فاه به كتاباً أو صحيفة ليقرأه كل من شاء، ساعتئذٍ يكون كمن سلخ جانباً من شخصيته وعرضه على الناس …. وإذ ذاك يسوغ لي أن أحك فكره بمحك فكري. وأن أستجهر عاطفته بمجهر عاطفتي. وبعبارة أخرى، أن أضع ما قاله لي في غربالي لأفصل قمحه من زؤانه وأحساكه. فذاك حق لي كما أن من حقه أن يكتب ويخطب …. )) كلامُ نفيسُ جداً …. وليت الكثير ممن يكتبون في المنتديات يفهمونه جيداً ويعقلونه.
بعد التأمل لما يكتب في كثير من المنتديات والقراءة للكثير ممن يكتبون فيها أستطيع أن أصنف ((أنفسنا)) ككتاب وأعضاء في هذه المنتديات إلى أربعة أقسام.
القسم الأول: أصحاب الهوى. وهواهم يدور في فلك ((الشهوة أو الشهرة أو نقص الشخصية)) وهم أقل الكتاب إفادةً وإستفادة ونفعا. وكيف يفيدون ويستفيدون أو ينتفعون؟! وهم للشهوة والشهرة يكتبون؛ ولنقصٍ قي شخصياتهم وتصفيةٍ لحساباتهم يبالغون ويجرحون ويعدِّلون!!! ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) وكما قيل: ((في الغوص في أعماق الشهوة يعود المرء بالحصى، أكثر منه بالآلئ)).
القسم الثاني: أصحاب المرض. ومرضهم يدور في فلك ((الحسد أو الغيرة أو الرياء)). وهم يفيدون؛ وقليلاً ما يستفيدون؛ وهم لا ينفعون. وكيف يستفيد من أعمت أبصارهم هذه الأمراض؟؟!! وكيف ينفعون!!.. والحاسد يمنعه حسده أن ينفع الآخرين بل يتمنى ضرهم وزوال مافيهم من خير، وصاحب الغيرة يذوب كمداً وحزناً غيرةً لما يراه بالآخرين من خير فتمنعه غيرته من نفعهم، والمرائي ((لاظهراً أبقى ولاأرضاً قطع))!!.
القسم الثالث: أصحاب آفة. وآفاتهم تدور في فلك ((سوء الظن أو الجهل أو الحمق أو الدروشة)). وهم فيهم شيءُ من فائدة وإستفادة ونفع. لكن آفاتهم تلك تحرمهم من خيرٍ كثير. فكيف يستفيد من يسيء الظن بالآخرين ويعتبر نصحهم ((عنفاً)) وتوجيههم ((تزمتاً)) ومناقشة أفكاره ((جموداً)) والعمل الجماعي المنظم المفتوح! ((تكتلاً ولوبيَّاً)) ومخالفته ((جهلاً بالحقائق والواقع)) أو ((أنا أعرف أكثر منكم … أنتم ماجربتم وأنا جربت.. وأنا وأنا)). وكيف يُفيد الجاهل وهو يجهل أنه يجهل؟؟!!. فإذا لم يستطع إفادة نفسه فكيف يفيد الآخرين!!.. ((وفاقد الشيء لا يعطيه)). وأما أم ((الآفات)) الحمق!!
فصاحبه غريب عجيب … وكما في الأرجوزة: يضحك من غير سبب * * * يعجب من غير عجب.
وهو الداء الذي لاطب له: لكل داءٍ دواء يستطب به * * * إلا الحماقة أعيت من يداويها.
فهذا الأحمق كيف يُفيد وهو يريد أن ينفع فيضر!! … ويريد أن يصلح فيفسد!!، وكيف يستفيد وهو يظن أنه ((أبو العريِّف)) وكما في المثل الألماني: ((الأحمق إذا احتل مكاناً رفيعاً يصير كأنه في جبل، هو يرى من حوله صغاراً، والآخرين يرونه أصغر)).. فأنَّا لهذا الإفادة والإستفادة والنفع!!!. وأما ((المتدروشون)) فهم أفضل حالاً من الآخرين، ولكن ((دروشتهم)) الزائدة تجعلهم يشربون الماء العكر ظناً منهم أنه زلالا … ويخوضون في الوحل يحسبونه من اليَبَس … فهم ((في كل واد يهيمون))؛ الثقة بالآخرين جعلتهم يقولون ((لست بالخب ولكن الخب والغب يخدعني))!!
وأما القسم الرابع: أصحاب العقول. وعقولهم تدور في فلك ((المنطق أو الفكر أو الحوار)). وهم يفيدون ويستفيدون وينفعون. وإذا كانت عقولهم ((بمنطقها وفكرها وحوراها وكل مميزاتها)) مبطنة ببطانة الدين وشرعة رب العالمين، كانت الفائدة العظمى والإستفادة الكبرى والنفع الأشمل. فإن كتبوا.. كتبوا فكراً واضحاً بيناً ساطعاً جليا. وإن حاوروا.. حاوروا بما يقتضيه الحال والمقام والزمان والمكان. ومنطقهم.. منطقُ مربوط بشرع الله ودينه. فكيف لا يستفيدون ويفيدون!! … وكيف لا ينفعون!! ولكن …. ألا يمكن أن يكون الواحد منَّا صاحب عقلٍ وذو آفةٍ أو مرض أو هوى؟؟!! في الواقع … نعم قد يكون.. بل إنه يمكن أن يكون الشخص خليطاً من هذه الأربع مجتمعة أو أقل منها. لكن … إن كان صاحبَ عقلٍ فقد هانت بليته، وسهلت عليه مصيبته، فالعقل أقوى هذه الأفلاك جاذبية … فلو كان أحدنا صاحب آفة وبدأ يدور في فلكها؛ فإن قوة جاذبية العقل ترجعه إلى مداره الصحيح ومساره القويم. فهو محفوظُ بحفظ الله أولاً ثم بدينه وعقله مجتمعين. وكما قال أرسطو: ((الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى))
فهنيئاً لأصحاب الدين والعقول. وأما أصحاب الدين بلا عقل … فعليكم مراجعة أنفسكم فضرركم أكبر من نفعكم. وأما أصحاب العقل بلا دين … فاتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم ولا تجعلوا عقولكم إلاهاً يعبد من دون الله، ولا مصدراً للتشريع. وأما الذين خلو من الدين والعقل!!! فكبروا عليهم سبعا!!! [/size] [/center] | |
|