هناك صنف من البشـر أتعجبُ كثيراً من أعمالهم وأفعالهم ، فهم يَظهرون في أثناء تعاملهم بوجهــين ، فتجده يتعامل ويتحدث معك بكل تواضع واحترام ، ويبادلك الضحكات والابتسامات ، يظهر لك القـول الحسن ، لكنه يبطن الخبث (وهو طبع اللئيم) ويعتقد ذلك "اللئيم" أنه غير مكشــوف للعيان بهذه الأساليب التي لا تليق بالإنسانية وإنما تليق بفصيلته ، وأكاد أجزمُ أنه فارغٌ أجــوف القلب والعقــل ، لكنه لئيم لا يعــرف في الحيــاة الاّ الطعن في الظهر غــدراً .. ورغم علمي بمثل هذه النوعية اللئيمة من البشــر أتعامل معهم بكل احترام بحكم تربيتي واخلاقيات وإنسانيتي ، ولا أظُهِرُ لهم الاّ ما ابطن من احترام رغم أنهم غير جديرين بذلك .
ومع الأســف الشديد فأنك لاتجد من هذه الفئة اللئيمة الاّ الغـدر والخيانـة والكذب ، تجده يتحدثُ عنك مع غيرك عكس ما كان يتحدث به معك ، يحاول من خلال هذه التصرفات الجوفاء كسب أكبر عدد من الصداقات ، لكنه لا يعلم هذا اللئيم أنه ضعيف الشخصية ناقص التفكير لئيم الطبــع ، يسعى من خلال هذا كله الى إظهار نفســه بعد أن فقد كل معانيها وكل مبادئها ، وهذا يعـــود ذلك الى أصلــه وتربيته .
هذا اللئيم المسكين لا يمكن بيـومٍ من الأيام أن يبني صداقات أو علاقات إنسانية ، لأنه ليس من فصلية الإنسانية أصـــلاً ، فهو يعيش في صورة إنسان ، وشخصية فصيلة غير الإنسان التي ليس له قلبٌ ولا عقــل ، هذا اللئيم نسي أو ربما أنه جاهل بالمثل القائل (من نقـل لك نقل عليك) وأن كل من يتحدث معهم يعرفون هذا المثل وأنه لا يمكن بأي حال من الأحــوال أن يصدقونه ، فهـو غداً سيقول نفس الحديث لآخرين .. وسيجد نفســه وحيداً بلا صديق وبلا إنسانية وبلا عقل ولا قلب
هذه الفئة اللئيمة لا استغرب منهم أي تصرف سـوف يقدمون عليه ، وأخشــى ما أخشـاه أن يأتي اليــوم الذي يبيعون أوطانهم من اجل حفنة دراهم أو من أجل منصب أو لقمة عيش "حرام" لأنهم قد باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم وأصبحوا بدونهما .
وإذا كان هذا اللئيم يعتقد أن الطعن في الظهر غـدراً وخيانة ســوف يكسبه ما يريد ، فإنه واهم لئيم لن يستطيع تحقيقــه لأنني - ولله الحمد والمنه - أثقُ تماماً بتصرفاتي وأفعــال ، يحركني في ذلك تربيتي الصالحة وأصلي الشامخ وإنسانيتي الكبيرة وقبل هذا كله إيماني بالله تعالى .. وأهمس في أذن هؤلاء - إن كان لهم عقولاً - بالقــول توقفوا فأنتم واهمــون .
يقــول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )