سالتنى ابنتى عن مشكلة صديقتها موضوع للنقاش والحوار

السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته

سالتنى ابنتى عن مشكلة صديقتها

فبدات حديثها تقول
: ابى اصدقنى القول إذا قدر واهتممت بإنسان وهو لم يهتم
بك ماذا يكون موقفك ؟

قلت لها اكملى فالموضوع متشعب ولا يتضح إلا بملابساته
فالامور والعلاقات الإنسانية خلقت
متشعبه ولها جذور واعماق وربما
تراكمات

- قالت
صديقتى وفقها الله لما يحب ويرضى
وهى فى العقد الثالث من عمرها
أى عمر مابعد التخرج حيث النشوة بالتخرج وباللقب الجديد بعد انا كنا طلبه ونظرنا لآمالنا تتحقق امام اعيننا فكم حلمنا يوما ان نكون فى النهائى ووصلنا للنهائى بعد جهد جهيد
وكم حلمنا ان نجتاز اختباراتنا
الصعبه واجتزناها والحمد لله ولكن
مان انتهينا وظهرت لنا آمال مابعد
التخرج فالآنسان لايعيش بدون امآل المهم تخرجنا واستلمنا عملنا وبدات تتحرك من ضمن آمالنا الارتباط والزواج وتكوين أسرة
لان ماكان يشغل وقتنا ويهلكنا قد
انتهى فنظرنا لما حولنا وجدنا نظرة الإعجاب
والابتسامة والصباح بداعى
وبدون داعى هههههههه
يعنى تعبير على ان هناك نفوس
واشخاص قد تحررت من قيود التلمذه

- فكان من بين هؤلاء زميل تعين معنا فى نفس المكان والعمل والحقيقه
انه كان متفوق اثناء الدراسه وكنا نتمنى
قربه للدراسه فقط ولكن اختلف الأمر بعد
الدراسة فالإهتمام لابد ان يكون له مايبرره ومن المعروف ان المتفوقين فى دراستهم غالبا
مايكون اما منطويين او متغطرسين وكلا الامر غير محبب الا لشخصيات معينه

- فبدأ ان يبدى اهتمامه ويسابقنى فى معرفتى
والتقرب إلى وأنا لاأبديه أى اهتمام لعدة اسباب اولها أنه لسه فى بداية حياته ثانيا انه قريب منى فى
السن ثالثا ينقصه الكثير من الخبره فى
امور الحياه

- ولكنه يزيد
يوم بعد يوم فى التقرب وانا لاابالى وفى نفس الوقت هناك من الزملاء الآخرين الذين يبدون
اهتمامهم بى أيضا ولكنى لم اهتم بهم ولم
اركز فى تفكيرى ألا على هذا الشخص وكانى اعتبرته
ربما مع الوقت ممكن يكون زوج
لى وبدا الامل يدب فى قلبى وفكرى يتجه إليه
أحيانا وانتظر سلامه واهتمامه .... تغيرت الأمور هكذا!!!!
سبحان مقلب القلوب نعم
تغيرت الأمور وقبل ان نتحاور او
نتشاور ظهرت له بعثه خارج البلاد ولم اعلم بها
إلا عند سفره ولم يفكر حتى ان يبلغنى
على سبيل الزمالة او الصداقه
العفيفه البسيطة وانتظرت منه ان يقول لى او يبدى جديته فى امور الإرتباط ولكن هيهات وسافر
وقضى منحته وانا انتظر منه
ولو رسالة او حتى وعد بان انتظرة ولو سالنى ذلك مارفضت حماقة منى
طبعا

- اقول حماقة منى لأنى قليلة التجربة او يمكن
تقول عديم الخبرة نهائيا فمجرد ان رايت الإهتمام منه اعتقد أن الأمور
عنده 1 + 1 =
2 اى انه اسنخار الله فى شخصى وباقى ان نتكلم ونرتبط ونحدد
خطوات مستقبلنا

هذه هى السذاجه او الحماقه سمها
ماشئت وهى تجربه
اكيد ساستفيد منها فى تعاملى مع الناس والدنيا والحياة تراكم
خبرات وهذه حكمة الاكبر منك بيوم يعرف عنك مش بسنه
نقول بيوم للإنصاف ههههه

- شاءت الأقدار ان ينتهى من رحلته ويعود ثانية الى
نفس العمل والمكان ولكنه انسان تانى غير اللى كان معنا مختلف فى تفكيرة واسلوبه فى التعامل ولم يتكلم
معى ولم يعيرنى أى إهتمام وهذه هى
المشكله فصلتها لك تفصيلا مملا
والسؤال هل اقبل أى احد ممن يتمنوا
ان اوافق عليهم حتى انتقم منه ؟؟

وجوابى عليها

إبنتى العزيزة فعلا
قصصتى قصة صديقتك واحس فى نبرتها الصدق وفعلا قلة الخبره
بما يدور فى هذا الزمان ودعينى
اوضح لكى كثير من النقاط وارجو ان يتسع صدرك لى
لتسمعينى حتى تتمكنى من نقل الصورة لها بكل صدق

1- خلق الله
جميع الكائنات للتزاوج وتعمير الأرض
بالخير والتوالد والحب

2- ان كل ماحدث وماقصصتيه طبيعى
جدا لأنه
أمور لاتصل على النضوج فى أى شىء
فانا اعجبت بزميلتى فى السكشن وتمنيت ان اتزوجها وبعد أن تخرجت وانتقلت إلى
مكان آخر واشتغلت واصبحت مسئولا وتزوجت
وأصبح عندى أطفال عندما افكر لإى الموضوع
أقول اننى كنت متهور عندما فكرت فى ذلك لأننى لم أكن مستعد ماديا أو اجتماعيا فلم يدخل من تعب أهلى على أى دخل يحمدون الله عليه

3- أن الزمن الذى نحن فيه
الآن اختلفت فيه المعايير قلت فيه الرومانسيات التى تنتنهى بشرع الله وكثرت فيه
الرومنسيات المجانيه التى لاتكلف الرجل
شيئا كلمتين يقولهم
تعجب بهم البنت وتنتهى بفسحه ولا
خروجه يعنى الامر لايكلفه لازواج ولا مهر ولا غيره
وكثير من الشباب اللاهى يعمل هكا
حفظكم الله منهم والوقوع فى شباكهم فلديهم من الخسه والنذالة وحبك الوسائل والطرق مايجعل المتدينه تنسى الصلاة حتى لاتتاخر على الكلام معه أو
الخروج معه حيثما يريد

4 - ان هناك صنف آخر من الرجال
ماينظر للأمور بشكل مادى بحت ومصالح فقط والباقى كله يجى بعد الزواج ان تم وان لم ياتى الحب بعد الزواج عادى لست انا
اول من تزوج ولا يحب وعندى المبرر لأخون والعب بديلى وهذا ايضا كفاكم الله شره لانه انتهازى ينظر من طرف خفى على كيس المال الذى تحملينه والعنارات ونوع
السيارة بالاضافه الى كروت الصراف المتعددة فى محفظتك

5- ستسالينى هل الدنيا خليت من
الناس الطيبين ؟؟ اقول لا الحمد لله
الخير فى وفى امتى فكما ذكرت صديقتك فربما
هناك فيمن اهتم بها وعرف قدرها
وتمناها زوجه له باقى عمرة وعلى دين وخلق
ولم يأخذها ألا لأنه اقتنع بها كانسانه ذات دين وخلق واستحى ان يفاتحها أو أن
ينطق قبل أن يكون مستعدا فهذا النوع من
الرجال يحتاج منكن ايتها النساء ان تحسسوه بالأمان وتحاولوا بطريقة ذكيه ان تخبروه ان هناك من يقدر
مشاعرك النبيله وفى انتظارك عندما تكون
مستعد واجعل الدعاء لله سبيلنا وطريقنا لان نجتمع على دينته وعلى طاعته ولن تندمى لانك بذلك ضمنتى رجل يعرف الله ومتزن العقل والدين والخلق وسيبذل جهده ليسعدك واختارك لشخصك وليس لمصلحة تنتهى انتى بانتهائها

6 - اذن
اختيارها لأى شخص حتى تنتقم منه هذا ليس اسلوب انسانه قلبها لايحمل الا الخير للناس بل بالعكس
هى بذلك تقول انها كانت تحبه وهو
لم يحبها وغدر بها وتريد ان تنتقم هذا
يجعله يزداد غرورا وتعالى رغم
بذاءة تصرفه ولكن الصح والأصح اهماها له ولكل مايدور من حوله حتى يعرف جيدا ان ليس كل من احبت يغدر بها ولكن
من احبت تجد من يحبها ويصون كرامتها ولا
يتاجر بمشاعرها

كثيرا من الأحيان يكون النصيب حولك وانت لاتدرى وبشريك لم تفكر فيه ابدا وتندم ان لم تفكر فيه من قبل او ربما تبتسم لان القدر محتفظ لك بهذه الهدية

نصيحتى لصديقتك ان تتروى فى
الاختيار ولا تغلق الباب دون أحد جاد ومحترم
ولا تستهين بمشاعر أحد فربما من
تستهين به يحمل لها كل معانى الحب والإحترام
وتسعد معه إذا كان جادا فى طلبه
مستعدا للزواج

ونصيحتى أيضا ألا يؤثر عليها ماحدث فهذه المواقف لاتزيدها الا
حنكه وخبره فى الحياه وتحمد الله انها لم
تتوسع معه فى اى من الامور التى تضير بها
فالأهوال من هؤلاء تشيب لها الرؤس
وتقشعر لها الأبدان

ولابد ان نتسلح جميعا بالدين فهو
الملاذ وهو السند وهو السلاح الذى يعصمنا من
الشيطان واعوانه

واخيرا ادعوكم لتقوى الله فى السر والعلن وان يحفظكم ويستركم فى الدنيا والآخرة انه سميع
عليم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته