فلسفة هــي وهـــو في الأنا
هــــــــــي ...
تنظر إلى تلك الفراشة و هي تنتقل من وردة إلى أخرى ... هام فكرها وسافر
خيالها إلى تلك الصورة التي ما زالت عالقة بذاكرتها ... تبلورت أمامها صورة ذلك
الرجل الذي حط رحالة في قلبها و أسرها وسلب إرادتها ...
هــــــــــو ...
يهيم شوقاً و حباً بها ... يرسم خيالات فكرة و ينسج لها خيوط الأمل بحياة
سعيدة هانئة.يستخدم كل اللغات..بجميع الحوارات الفلسفية ويغرد بلغة الطيور..
لغة الزهور ... يرمي بكلامه..
المعسول شباكه لتلك الفتاة الحالمة ... يبني لها قصور من خيال ... يزرع في داخلها حباً
فريداً ... وعمراًَ مديداً بالسعادة ... يحاول تثبيت أركان وجودة بداخل قلبها بما يقوله
من حلو الكلام ... يسافر بها إلى حياة أخرى لم تكن تعرفها يوماً مطرزة بأحلام وردية ...
هـــــــــــي ...
تلك الحالمة ... تلك الوردة الندية ... تلك الباحثة عن الحب و المتعطشة له ... كتلك
الصحراء القاحلة التي هجرها ماطرها سنين ... متلهفة إلى الاتحاد الجميل ... تحاول جاهدة أن تجد ذلك القلب و نصفها
الآخر ... تبحث عن حياة هانئة سعيدة في كنف من تهوى و تحب ... فسحرها ذلك الرجل بأسلوبه
بل أسرها وقيدها و شغل تفكيرها ...
هـــــــــــو ...
أتخذ من المرأة (دمية) يلهو بها إذا أشتاق للعب ... ويرمي بها في أقرب ركن أو
سلة لعب إذا ملّ منها ... وهناك احتمال و احتمال أن يجرب غيرها و يرميها و يتخلص
منها و يودعها مستودع الذاكرة المزدحم بالنساء و ينساها إلى الأبد ...
هـــــــــي ...
وجدت ضالتها بذلك الرجل فانتشت فرحاً بحياة جديدة و دنيا مفروشة
بالورود ... هي فكرت ملياً أن تتوج حبها له بتاج الزواج المقدس ... كي تمتزج القلوب فتنصهر بشعور واحد و بنبض
واحد ... صارحته ... واجهته بما يختلج بداخلها له ... تريد أن تتوج هذا الحب بحياة دائمة ... تريد أن يسكن إليها
وتسكن إليه ...تريد أن يظلهما سقف واحد ويربط قلبيهما وريد واحد إلى الأبد بسعادة دائمة ...
هـــــــــو ...
خانه حدسه و ارتبك فلم يتوقع ذلك الطلب ... علق بجريرة عمله ... وفخه
المنصوب لاصطياد الفريسة ... علق بما لم يتوقعه ... حاول أن يثنيها ... تحجج بالظروف ... حاول أن يلغي من تفكيرها
مسألة الزواج و أن تبقى المسألة بينهما صداقة و حب ... حاول كثيراً أن يوجه تفكيرها باتجاه مأربه وأهدافه و مطامعه
و لكن دون جدوى ... فما كان منه إلا الهروب و البحث عن فريسة أخرى جديدة لا تبحث عن الزواج ...
هـــــــــي ...
تعلمت درساً هاماً و مفيداً ... تعلمت جيداً أن الحد الفاصل بين صدق الرجل و كذبه مسألة الزواج ... تعلمت أن الفيصل في
امتحان صدق الرجل بالعلاقة يمكن معرفتها حينما نطالبه بالزواج ... فالصادق يبقى و الكاذب يطلق ساقية للريح ...
هـــــــــو ...
لم يخسر شي ... فالحديقة مليئة بالزهور و الورود ... يقطف منها ما يشاء ... يحلق و يحط عليها و يلعق من رحيقها
كالفراشة ... إن لم يجد مذاقاً طيباً بهذه الوردة سيجده حتماً في الوردة الأخرى ...
هـــــــــي ...
تخيلت الرجل كالفراشة التي تحدق بها و هي تنتقل من وردة إلى أخرى ... وهي وردة من ضمن الورود ... انهارت
قواها ... بكت ... شكت ... و لكنها حينما عادة إلى عقلها وصوابها ... فرحت بل كانت أسعد البنات لأنها
عرفت الحقيقة قبل فوات الأوان ...